بعد أن تعرفنا على المخدرات ومخاطرها وحجم المشاكل الصحية والنفسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية التي تسببها للفرد والمجتمع فلا بد لنا من توضيح سبل الوقاية منها:
1- قوة الوازع الديني: أثبتت الدراسات العلمية في مختلف أنحاء العالم أن أهم عناصر الوقاية هو التدين فالأشخاص المؤمنون والملتزمون دينياً هم أكثر بعداً من غيرهم عن تعاطي المخدرات لأسباب عدة منها أنها محرمة عندهم ولا يفكرون بتعاطيها أصلاً وكذلك لأنهم لا ينخدعون بسهولة لأنهم أكثر استقراراً من الناحية النفسية وأكثر اطمئناناً في حياتهم فالمؤمنون الصادقون لا يعانون من الاكتئاب واليأس لارتباطهم الروحي مع خالقهم ورموزهم الدينية التي تمنحهم القدرة على الصمود وتجاوز المحن دون اللجوء إلى المخدرات، فضلاً عن وجودهم في أسر متماسكة ومجتمعات متكاتفة ونظام تكافل اجتماعي جيد مقارنة مع اللا دينيين وغير الملتزمين دينياً.
2- الأسرة المتماسكة: يكون أفرادها أكثر حصانة من غيرهم ضد تعاطي المخدرات لأن أفرادها ينعمون بأجواء الألفة والمحبة والعطف والتكافل، فيكون أفرادها مستقرين نفسياً، فضلاً عن رعاية الوالدين ورقابتهما فيمكنهما اكتشاف أية بوادر للانحراف مبكراً قبل انزلاق الفرد بشكل كبير فيسهل العلاج قبل ان تتمادى الظاهرة السلبية لدى الفرد.
3- الوعي الثقافي: عامل مهم يقي صاحبه من الانزلاق في الأمور السيئة لأن الفرد الواعي لا يورّط نفسه في الأمور الخطيرة كالمخدرات.
4- مصاحبة الأصدقاء الصالحين: هم خير معين للفرد فيجب تجنب رفاق السوء.
5- تجنب ارتياد الأماكن الموبوءة: مثل الملاهي والبارات وبعض المقاهي التي تروّج لتناول الكحول وللرذائل.
6- عدم تناول الأدوية دون استشارة الطبيب: فقد يؤدي سوء استخدام بعضها إلى الاعتياد والإدمان عليها.
7- استثمار أوقات الفراغ: بالأعمال المفيدة والهوايات النافعة وتطوير المهارات.
8- المؤسسات والمساجد والمنابر الدينية: لها دور مهم في التوعية والتثقيف بمخاطر المخدرات ومتابعة الظواهر السلبية الأخرى التي تفتك بالمجتمع.
9- منظمات المجتمع المدني: لها دور مهم في التوعية والتثقيف وتنظيم الحملات التوعوية ومساندة الضحايا وإعادة دمجهم في المجتمع ومساعدتهم في التخلص من الإدمان وكذلك دعمها للمؤسسات الصحية.
10- وسائل الإعلام: عليها واجب مهم في التنبيه لمخاطر المخدرات وتعريف المجتمع بوسائل الوقاية منها، وكذلك تسليط الضوء على الثغرات التي تنتشـر منها هذه الآفة الخطيرة.
11- الفن: بكافة أنواعه خصوصاً السينما والتلفاز والمسـرح لها دور مهم في توعية الناس ضد المخدرات، ولكن للأسف أحياناً يكون دورها سلبي فتساهم في الترويج لها من غير قصد.
12- وسائل التواصل الاجتماعي: يمكن أن تكون فاعلة جداً في مكافحة المخدرات بدلاً من دورها السلبي الحالي.
13- المدرسة: للمدارس دور تربوي عظيم لو تم استثماره بشكل صحيح بوجود منهج تربوي خاص بمكافحة الجريمة والمخدرات أسوة بدول العالم المتقدم فسيوفّر الحصانة عند الطلاب من الانجرار إلى الأمور السلبية ومنها المخدرات. وحتى في غياب هذه المناهج يمكن للأساتذة المربين غرس القيم النبيلة في نفوس الطلبة وزرع الأمل فيهم وبناء شخصيتهم بشكل سليم مع توعيتهم بمخاطر المخدرات والكحول والتدخين وغيرها من الممارسات السلبية.
14- وزارة الشباب والرياضة ووزارة الثقافة: يقع على عاتقهما مهام جسيمة في احتضان الشباب وتوفير البيئة الجاذبة لهم لتستثمر أوقات الفراغ لديهم في الأمور النافعة كالمشاركة في الأندية الرياضية والعلمية والورش الفنية والمهنية والمخيمات التعليمية والترفيهية والحملات الخيرية والتطوعية وبناء القدرات وتطوير المواهب والمهارات.
15- قادة الرأي العام مثل الوجهاء وشيوخ العشائر والأدباء والمثقفون والناشطون لهم دور مهم في بناء الوعي المجتمعي.