شهد العراق في السنوات الأخيرة رواجاً لتجارة المخدرات، وازدادت أعداد الأفراد العاملين في الاتجار بها وترويجها؛ وازدادت تبعاً لذلك أعداد المدمنين على تعاطيها، وهذا ما بات جلياً بازدياد عدد الدعاوى التي تعرض على محاكم التحقيق ومحاكم الموضوع المختصة بنظر قضايا المخدرات.
فالمواد المؤثرة نفسياً الأكثر تعاطياً في العراق لا تزال هي الكحول والأدوية الموصوفة التالية: البينزوديازيبينات (حبوب الفاليوم وحبوب الريفوتريل، والزانكس وغيرها)، والبينزهيكسول (حبوب الارتين وحبوب الكيمادرين) والكودائين، وأدوية نفسية متنوعة.
أيضاً هناك تزايد في تعاطي الحشيشة والترامادول (مسكن آلام أفيوني)، والمنبهات الأمفيتامينية في بعض المناطق بينما يزداد تعاطي المخدرات والكحول عموماً.
التقارير الرسمية لقطاعي الصحة والشـرطة في بغداد والبصرة وميسان تبيّن ظهور نوعين من المنبهات الأمفيتامينية (ATS) هما (حبة الدواء رقم صفر واحد) تحتوي على الكبتاكون وهو عقار من نوع الأمفيتامين و(البلور الكريستال) (ميثأمفيتامين).
بالإضافة إلى ذلك في التقارير الواردة من الموصل تشير إلى أن تعاطي الترامادول هو أيضا في ازدياد في بعض مناطق العراق.
توجد أدلة قليلة على زيادة تعاطي الهيروين في الوقت الراهن في العراق، ويبدو أن معدلات تعاطي المخدرات المحقونة لا تزال منخفضة.
في العراق، بات مصطلح “الكبسلة” متداولاً على نطاق واسع، وهو اصطلاح شعبيّ مستمدّ لغويّاً من كلمة كبسولة، ويقصد به سلوك الإدمان على الحبوب المخدّرة.
حيث أن البعض يتعاطى الحبوب المخصصة لمعالجة بعض الاضطرابات النفسية مثل بروسايكليدين المسمى تجاريا بحبوب الكيمادرين، وعلاج البنزهكزول المسمى حبوب الآرتين وحبوب التهدئة النفسيّة والعصبيّة مثل البنزودابزبين (الفاليوم) والريفوتريل والزانكس التي يساء استخدمها.
كذلك يساء استعمال دواء “لاريكا” ودواء “أل سي دي” وحبوب آلام المفاصل “السومادريل”، فيلجأ إليها الشباب المدمن مثل المخدّرات العاديّة.
وكذلك الأدوية التي تستخدم لأغراض التخدير مثل “الـترامادول” وهو مسكّن آلام حادّ يتعاطاه الشباب للشعور بتخدير الأعصاب، وسرعان ما يعتاد عليه الشخص، وتزداد جرعته منه، يوماً بعد يوم، إلى أن يصبح عاجزاً تماماً عن الإقلاع عنه.
وسبب هذه الزيادة في تعاطي المخدرات في العراق هو ضعف السيطرة على الحدود مع الدول المجاورة وضعف الإجراءات الأمنية، حيث مازالت لا تواكب حجم المشكلة، كذلك الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية غير المستقرة مع غياب التثقيف والتوعية للشباب الذين يعانون من البطالة والإحباط.
مما يتطلب جهود متظافرة من قبل جميع المؤسسات والمجتمع لمواجهة هذه الظاهرة الدخيلة على المجتمع العراقي.