شذى جاسب عبادي / جامعة البصرة
تعد مشكلة المخدرات حاليًّا من أكبر المشكلات التي تعانيها دول العالم وتسعى جاهدة لمحاربتها؛ لما لها من أضرار جسيمة على النواحي الصحية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية، ولم تعد هذه المشكلة قاصرة على نوع واحد من المخدرات أو على بلد معين أو طبقة محددة من المجتمع، بل شملت جميع الأنواع والطبقات.
المؤسسات التربوية يمكن أن تؤدي دوراً مهماً في التوعية بمخاطر المخدرات انطلاقاً من التركيز على المحور الوقائي الذي يؤكد على خلق دوافع داخلية لدى الأفراد تمنعهم من الوقوع في تعاطي المخدرات عن
طريق وسائط التربية المختلفة، وعلى رأسها المدارس التي يجب أن تبدأ مهامها في عملية الوقاية من المخدرات من خلال المعلومات الصحيحة التي يجب أن يتلقاها الطلاب حول المخدرات وأضرارها على الفرد ومخاطرها على المجتمع، سواء من خلال المقررات الدراسية المناسبة أو من خلال الأنشطة المدرسية اللاصفية، أو من خلال أدوار المعلم والاختصاصي الاجتماعي باعتبارهم نماذج أو قدوة للتلاميذ، أو من خلال إبلاغ المسؤولين بأية ظاهرة سلبية تتعلق بتعاطي الطلاب للمواد المخدرة، أو أي مؤشر لاحتمال وقوع الطلاب فريسة لهذه الظاهرة من خلال دورها الوقائي القائم على إنماء الوعي الثقافي تجاه ظاهرة المخدرات.
ومن هذا المنطلق تأتي فكرة توضيح الدور الذي يمكن أن تقوم به المدارس تجاه تحصين أبنائها ووقايتهم من المخاطر المتعلقة بالمخدرات، لتكون محاولة تضاف إلى محاولات من سبقونا في تنبيه القيادات التربوية لضـرورة مضاعفة جهود الوقاية داخل المؤسسات التربوية بصفة عامة والمدرسية بصفة خاصة من خلال تقديم قاعدة معرفية قد تفيد مصممي المناهج الدراسية وواضعي برامج الأنشطة الطلابية، في تفعيل الدور الوقائي للمدرس.
تعريف المخدرات
هي المواد التي تسبب الإدمان وتعمل على تدمير الجهاز العصبي، ويحظر زراعتها وصناعتها.
أسباب تعاطي المخدرات
- عوامل اجتماعية أهمها رفقاء السوء واختلاف أساليب التربية في المجتمع، والخلافات الأسرية، والتفرقة بين الأبناء، وتأثير الحي السكني والتقليد والمحاكاة.
- وسائل الاعلام وسوء استخدام أوقات الفراغ خاصة في العطل الصيفية الطويلة.
- من الممكن ان يكون تواجد الطفل وسط أصدقاء سوء يتعاطون المواد المخدرة، هو سبب رئيسـي في تناول الطفل للمخدرات والإدمان عليها أيضا، وذلك لأن الطفل يتمتع بروح المجازفة وحب التجربة والاستطلاع دائما.
- الأطفال الذين يعانون من انخفاض تقدير الذات، وعدم وجود الثقة بالنفس هم من يتعاطون المخدرات، وفي الوقت ذاته فإن الأطفال الذين يعانون من مشاكل عقلية وعاطفية هم النسبة الأكبر الذين يتعاطون المخدرات، وذلك لان هؤلاء الأطفال يفقدون أسباب السعادة والهناء، ولذلك يجدون أنفسهم في عالم إدمان المخدرات.
- الطفل لا يحتاج الى رعاية صحية فقط، بل يحتاج ايضا الى رعاية معنوية وعاطفية ونفسية، هذه الرعاية المعنوية تتمثل في الحب المتبادل بين الطفل وبقية أفراد اسرته وخاصة الأم والأب، يجب أن يلقى الطفل الرعاية والاهتمام اللازمين ليبقي مطمئناً، ويشعر بالأمان وسط أسرته، وبذلك يستطيع الطفل أن يساعد مجتمعه ويساهم في نهوضه وتقدمه ايضا. وإذا لم يلق الطفل الرعاية والاهتمام اللازمين، فمن الممكن ان يلجأ الى الطرق المنحرفة لتعويض ما ينقصه والشعور بمشاعر بديلة لمشاعر الحب والامان والسعادة التي يفتقدها وسط أسرته.
- عدم تحمل الآباء والأمهات المسؤولية الكاملة فقد أثبتت البحوث والدراسات الاجتماعية أن معظم الأطفال المدمنين يعانون من مشاكل اجتماعية وعاطفية، فيجب على الآباء والأمهات الذين لم يعرفوا كيفية التعامل مع أطفالهم وكيف يكون تحمل المسؤولية بالشكل الصحيح، التوجه لحضور ندوات ضمن المجموعات التي تقيمها الجهات الاجتماعية المتخصصة للتعرف على كيفية التعامل مع الطفل.
كيفية يمكنك أن تحافظ على طفلك من الإدمان (دور تربوي):
يرجح الخبراء التربويون دور الأسرة والمدرسة في المقام الأول، ويضعوا أهمية هذا الدور في أولوية التعامل مع أطفالنا قبل الوقوع في مشكلة التعاطي والإدمان.
دور الأسرة:
من باب الوقاية خير من العلاج، لابد من ضرورة تواصل الحوار بين الأسرة، وابنائها، والمشاركة الاجتماعية في مفردات الحياة اليومية حيث يشعر الطفل بقيمته، وأنه محل اهتمام، وتقدير والديه.
دور المدرسة:
للمدرسة تأثيرًا كبيرًا في تنشئة الطفل، فإن دورها يتعاظم فى الاهتمام بتنمية، ووعى المدربين، والمدرسين، والمرشدين لأدوارهم بحيث تصبح المدرسة بيئة فاعلة لحماية الطلاب من اكتساب سلوكيات منحرفة متعاطي المخدرات. ويقع على المدرسين عبء كبير فى حماية الأطفال من تعاطي المخدرات، وتوعيتهم بمخاطر الإدمان، وهو ما يتطلب تصميم برامج وقائية تنفذها المدرسة لتعليم الطفل كيفية حماية سلوكه من الإغراءات التي قد يواجهها من أقرانه، أو جيرانه، وتعلمه مبادئ التعامل مع الغرباء، وتعلمه منهجية السلوكيات السليمة.
دمج دور الأسرة والمدرسة:
لا يمكن لتجربة المدرسة أن تنجح في العلاج والوقاية بمعزل عن الارتباط الوثيق بينها وبين الآباء، حيث يجب التنسيق بين مؤسستين الأسرية، والتعليمية في حصار ظاهرة إدمان الأطفال لخلق بيئة مدرسية وأسرية خالية من الادمان.
الأنشطة الرياضية والترفيهية:
تنمية مهارات الطفل منذ الصغر، وإضفاء الاهتمام على مواهبه، من خلال إلحاقه بالأندية الرياضية، والمراكز الثقافية التي لها دورًا مهمًا في تنمية مهارات الأطفال، ذلك بالطبع يصرفهم عن اللجوء إلى المخدرات.