الدكتور عقيل إبراهيم الصباغ / اختصاصي الطب النفسي
لا شك أن المخدرات أصبحت لعنة تصيب الأفراد، كما أنها لا تميز بين المراحل العمرية سواء لجنس الشباب او الشابات. كما أنها باتت ظاهرة تنتشـر بين مختلف الدول، ولذلك سوف نسلط الضوء على بعض من الاضرار الاجتماعية للمخدرات على الجنسين، والأسرة بصفة عامة:
- المدمن ينفق أمواله على تعاطي المخدرات، وبالتالي فإن إدمان المخدرات يعتبر عبئا اقتصاديا على الأسرة، وبالتالي فإنه سوف يؤثر على الحالة الاجتماعية للأسر، وربما تلجأ الأسرة إلى الاستدانة، والدخول في براثن الفقر، ويصل الأمر في بعض الحالات إلى أن الأسرة لا تستطيع توفير الاحتياجات الأساسية من متطلباتها.
- أحيانا يلجأ المتعاطي إلى القيام ببعض الأفعال والتصـرفات التي تتنافى مع قيم مجتمعنا، مثل أن يلجأ الفرد إلى السـرقة والاحتيال، وتمتد خطورة الأمر إلى القيام بممارسة الدعارة، والأعمال المنافية للآداب، حتى يحصل على المال اللازم لشراء احتياجاته من المخدرات.
- من الناحية الاجتماعية الأسرة التي تنشأ، وفى وسطها أحد الوالدين يتعاطى المخدرات، فإن أضرار المخدرات تمتد إلى الأجيال القادمة، حيث من المتوقع أن ينشأ أحد الأبناء متعاطيا للمواد المخدرة، لأنها الى القدوة الحسنة.
- أثبتت العديد من الأبحاث والمسوح الميدانية، أن نسب الطلاق ترتفع بين الأسر التي يكون فيها أحد الوالدين مدمنا، وذلك لعدة أسباب منها عدم كفاية الأموال، أو نتيجة مخالفة العادات الاجتماعية التي تربينا عليها.
- أنها تعد من الأسباب الرئيسية لحدوث البغضاء والكراهية بين الناس، حيث عند تعاطي المدمن للمخدرات التي يتناولها، فإنه يفقد صوابه ويذهب عقله، مما يجعل الشخص يصدر العديد من الأفعال والتصـرفات، والتي لا تكون على قدر من المسؤولية، مما يتسبب في وقوع العديد من المشكلات والحوادث.
- يعد انتشار المخدرات من الأسباب الرئيسية لانتشار بعض الآفات الاجتماعية، كالرشوة، والسـرقة، والخيانة، والدعارة، وارتكاب الجريمة وغيرها العديد من الانحرافات الأخلاقية.
ماهي اسباب الاقدام على المخدرات؟
- ~ اصدقاء السوء الذين يزينون للإنسان قبائح الافعال.
- ~ التفكك الاسري (الطلاق أو وفاة أحد الوالدين أو عمل الأم أو غياب الأب المتواصل عن المنزل) وعدم اهتمام الوالدين بتنشئة الابناء.
- ~ الفضول المفرط وحب الاستطلاع والتجربة.
- ~ الترف الزائد ووفرة المال.
- ~ الفراغ القاتل ومحاولة شغلة بأي وسيلة.
- ~ البطالة.
- ~ الهروب من مواجهة المشكلات وعدم القدرة على حلها.
- ~ اللجوء الى بعض الادوية المهدئة دون استشارة الطبيب فيقع الانسان في الإدمان دون ان يشعر.
- ~ الاعتقاد الخاطئ بأن المخدرات تزيد في القدرة الجنسية.
- ~ الرغبة في زيادة القدرة على العمل والسهر والمذاكرة وخاصة في استعمال المواد الأمفيتامينية.
- ~ ضعف الوازع الديني.
- ~ الضغوط المختلفة مثل الضغوط المعيشية، وضغوط العمل والدراسة.
- ~ التعرض للاعتداءات الجسدية أو الجنسية في سن مبكرة.
- ~ تعاطى الأقران أو الأصدقاء للمخدرات.
- ~ توفر وإتاحة وسهولة الوصول للمخدرات.
- ~ رؤية أو مشاهدة مشاهد العنف.
طرق الابتعاد عن المخدرات
- التفكير بالأعمال التي تشعر الشخص بالسعادة والفرح، وتقوي عزيمته وإرادته، وتزيد احترامه لنفسه وتبعده عن محاولة تعاطي المخدرات.
- أداء تمارين رياضية لأجسامنا التي تؤدي إلى تفريغ كلّ الطاقات والأفكار السلبية الموجودة داخلها، والمحافظة على صحتنا وجعلها سليمة، فالضغط والاكتئاب عاملان رئيسيان للجوء إلى تعاطي العقاقير.
- إنشاء علاقات قوية ومتماسكة مع الأهل والأصدقاء الجيدين ومشاركتهم في المعلومات التي تثير الفضول كالمخدرات.
- التحدث مع شخص يستريح الشخص له أثناء التكلم معه ومشاركته عما يدور في ذهنه، والتكلم معه عن تقربه من مادة العقاقير وحبه لتجريبها وأخذ منه النصيحة والكلام المحفز الذي يجعله يتجنب هذه المادة الخطير التي تدمر كلّ ما يملك بالحياة.
- إبعاد العقل والتفكير حول هذه المادة، وملء الوقت بالأمور المفيدة حتى لا يسمح الشخص لنفسه بالتفكير فيها وتعاطيها.
- اختيار الأصدقاء الجيدين، وفي حال حاول بعض الأصدقاء الضغط على الشخص لتجريبها يخرج من المجلس فوراً ويبتعد عن رفقتهم لئلا يؤثرون فيه سلبياً، ويختار من هم أكفأ منهم ليكونوا لنا رفقاء يقتدي بهم في حياه.
- الذهاب إلى طبيب نفسي للمعالجة في حالة تجريبها ولو لمرة واحدة؛ وذلك لعدم تجريبها مرة ثانية.
- تجنب الإكثار من نسبة مادة الكافيين في جسمنا، كشرب القهوة والسجائر؛ لأنّها تزيد عصبية وغضب الإنسان وعندها يمكن أن يحاول اللجوء إلى تجريب المخدرات.
- القراءة وزيادة الوعي عن مخاطر هذه المادة، إذ إنّها تدمر وتقتل الإنسان شيئاً فشيئاً سواء في جسده أم حياته أم علاقاته مع الآخرين، عدا عن السمعة السيئة بين أفراد المجتمع.
دور الأسرة في الوقاية من المخدرات
تعد الأسرة بمثابة النواة أو البذرة الأساسية التى تساهم فى تشكيل شخصية الأبناء، وذلك من خلال غرسها للقيم والمبادئ السليمة التى تحمى الأبناء من الوقوع فى دائرة الإدمان، وللأسرة دورًأ كبيرًا فى توعية الأبناء بمخاطر المخدرات وتعريفهم بالأثار المترتبة عليها.
لذا فهناك العديد من المهام الضرورية التى يجب على كل أسرة من إتباعها فى تنشئة أبنائهم وضرورة الإلتزام بها وتطبيقها من كل أطراف أسرة سواء الأب أو الأم لحمايتهم من خطر الإدمان وتتمثل فى الآتى:
- ضرورة إهتمام كل من الأب والأم بتوفير وقت كاف لقضائه مع الأبناء، والعمل على خلق علاقة قوية قائمة على أساس الصداقة والتقرب إليهم ومعرفة المشاكل التى يواجهونها والعمل على مساعدتهم فى حلها، ومشاركتهم إهتماماتهم وهواياتهم وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، وعدم الإنشغال بالأمور الحياتية والسعى وراء زيادة الدخل فقط اعتقادا منهم بأنها الوسيلة الوحيدة لتوفير بيئة أسرية سليمة، فالإنشغال الزائد بمثل تلك الأمور يولد لديهم الشعور بالإهمال والوحدة والعزلة وهو الأمر الذى يعد من العوامل الرئيسية التى تؤدى إلى اللجوء لإدمان المخدرات.
- عدم التمييز فى المعاملة بين الأبناء، أو مقارنتهم بالأصدقاء والأقارب مما يؤدى إلى فقدانهم ثقتهم بأنفسهم والشعور بالنقص والميل إلى الإنعزال، فيجب تشجيع الأبناء والتركيز على تنمية مواهبهم مما يؤدى إلى شعورهم بثقتهم بأنفسهم.
- التقرب من الأبناء وفهم مشاعرهم وأحاسيسهم وعدم السخرية منهم، بل يجب إظهار تفهمهم لما يمرون به من تجارب وشرحها لهم بأن ما يمرون به أمور طبيعية وفقا لمرحلتهم العمرية.
- غرس القيم الأخلاقية والدينية فى الأبناء منذ الصغر.
- تعريفهم بمخاطر الإدمان وتوعيتهم بما تسببه المخدرات من مشكلات صحية ونفسية ومالية وقانونية.
- عدم ترك الأدوية المخدرة أو المهدئات فى متناول الجميع بالمنزل، فإذا كان هناك فرد من أفراد الأسرة يتعاطى تلك الأدوية وفقا لاستشارة الطبيب، فيجب وضعها في مكان خاص يصعب الوصول إليه.
- عدم إعطاء المال للأبناء بشكل مبالغ فيه أو بقدر زائد عن احتياجاتهم، كما يجب متابعة فيما يتم إنفاقها، فكثرة الأموال في أيدى الأبناء يسهل وقوع الأبناء في دائرة الإدمان.
- يجب على الأسرة أن تكون على وعى تام بالتطور التكنولوجي ومعرفتها باستخدام تلك الوسائل، مما يمكنها من متابعة الأبناء وتوقع تصرفاتهم.
- الاهتمام بالجانب الرياضي وتشجيعهم على ممارسة الرياضة فى المجال المحبب إليهم.
- ضرورة التقرب من أصدقاء الأبناء والتعرف عليهم وعلى أسرهم حتى يكونوا على معرفة تامة بالأصدقاء.